هزت انفجارات قوية في الساعات الأولى من اليوم الأربعاء العاصمة الليبية طرابلس جراء غارات شنها حلف شمال الأطلسي، وذلك ضمن سلسلة هجمات الناتو التي بلغت أمس الثلاثاء أوج قوتها منذ بدء الضربات
الجوية في مارس/آذار الماضي.
وذكرت الجزيرة أن عدة انفجارات وقعت في منطقة باب العزيزية حيث مقر العقيد الليبي معمر القذافي وسط العاصمة طرابلس، في حين ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن انفجارين قويين دوّيا في باب العزيزية التي استُهدِفت أمس بعشرات الضربات.
وذكر شهود عيان أن عدة انفجارات هزت العاصمة الليبية مساء الثلاثاء وفجر الأربعاء.
ونقل التلفزيون الليبي عن مصدر عسكري قوله إن "العدو الاستعماري الصليبي يقصف مناطق بشارع الجمهورية وباب العزيزية، مما أدى إلى خسائر بشرية ومادية".
ستون ضربة
وقال المتحدث باسم الحكومة الليبية موسى إبراهيم للصحفيين إن قوات الناتو قصفت أهدافا بطرابلس أمس الثلاثاء بنحو 60 ضربة جوية، مؤكدا مقتل 31 وسقوط عشرات الجرحى، لكن هذه الحصيلة لم تتأكد من مصادر مستقلة.
وأضاف المتحدث أن القصف استهدف خصوصا مجمع إقامة القذافي بوسط طرابلس وضاحية تاجوراء (شرق)، إضافة إلى طريق المطار في جنوب العاصمة الليبية.
وكانت سلسلة من الانفجارات الضخمة المتتالية قد دوت في العاصمة طرابلس أمس الثلاثاء، في حين غطت سماء المنطقة سحب كثيفة من الدخان وارتفعت ألسنة اللهب. كما طال القصف منطقتي تاجوراء وعين زاره بطرابلس.
وكشف مسؤول بوزارة الدفاع البريطانية أن العمليات التي قامت بها الطائرات المقاتلة استهدفت مقر الشرطة السرية التابعة للقذافي والمنشآت العسكرية في ضواحي جنوب غرب طرابلس.
وتعليقا على الضربات المكثفة أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما في واشنطن أن هناك تقدما كبيرا في العملية العسكرية على الأرض، مشيرا إلى أنها مجرد مسألة وقت قبل ذهاب القذافي.
ومن جهة أخرى قال الثوار الليبيون في طرابلس ومصراتة وجبل نفوسة إنهم تمكنوا في عملية مشتركة من تحرير عدد من المعتقلين كانوا داخل أحد السجون في العاصمة طرابلس.
وأضاف الثوار أنهم نفذوا عملية ناجحة ونوعية باقتحامهم السجن وتحرير بعض المعتقلين, ومن بينهم عبد الرحمن السويحلي الذي اعتقل بعد مداخلة مع قناة الجزيرة يوم 27 فبراير/شباط الماضي.
وبينما يكثف الناتو قصفه للعاصمة طرابلس، تعهد العقيد معمر القذافي في خطاب صوتي له أمس بالقتال حتى الموت.
وأذاع التلفزيون الليبي لقطات لما قال إنه اجتماع بين القذافي وشيوخ قبائل عقد أمس في مكان لم يحدده. وظهر في الاجتماع أن العقيد الليبي استقبل ضيوفه في غرفة صغيرة بلا نوافذ.
وقال القذافي في خطابه الصوتي إن هناك خيارا واحدا أمامه وهو البقاء في البلاد حتى النهاية، وأضاف أن الشعب الليبي سيزحف إلى الشرق والغرب لتجريد العصابات من السلاح. وكانت آخر مرة ظهر فيها القذافي في التلفزيون يوم 30 مايو/أيار الماضي.
فقدان الشرعية
وعلى صعيد التحركات الدبلوماسية أكد الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز الذي يرأس لجنة رؤساء دول الاتحاد الأفريقي المكلفة إيجاد تسوية للنزاع الليبي، أن القذافي لم يعد بإمكانه حكم ليبيا وأن رحيله بات ضرورة.
لكن ولد عبد العزيز شكك في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية في فاعلية الضربات التي يشنها الناتو على ليبيا, خاصة تلك التي تستهدف طرابلس.
ومن جهته قال مبعوث الرئيس الروسي إلى أفريقيا ميخائيل مرغالوف إن القذافي فقد شرعيته وإن روسيا ستدعم حرية الشعب الليبي.
وأضاف في مؤتمر صحفي ببنغازي أمس أن "روسيا لها وضع فريد في ليبيا الآن، فنحن لم نقطع العلاقات مع طرابلس وأقمنا علاقات مع بنغازي"، معلنا استعداد بلاده للعمل كوسيط في إقامة حوار سياسي ليبي داخلي وكذلك في تقديم المساعدة السياسية والاقتصادية.
وكانت الصين قد أرسلت دبلوماسيا صينيا مقيما في مصر إلى بنغازي لإجراء محادثات مع المجلس الوطني الانتقالي، في أول تقارب صيني مع المعارضة الليبية.