ألغت الخطوط الجوية البريطانية جميع الرحلات بين لندن وأسكتلندا شمالي بريطانيا في أعقاب توقعات بوصول الرماد البركاني من إيسلندا إلى أسكتلندا اليوم الثلاثاء. ولم تستبعد المنظمة الأوروبية لسلامة النقل الجوي (يوروكنترول) تأثر المجالات الأوروبية في الأيام القادمة.
وفي بيان صدر مساء أمس الاثنين، قالت الخطوط الجوية البريطانية إنها لن تسيّر أي رحلات بين لندن وأسكتلندا قبل الساعة الواحدة ظهرا بتوقيت غرينتش اليوم.
وكانت الخطوط الجوية الهولندية وثلاث شركات طيران أصغر تعمل من أسكتلندا قد فرضت حظرا مشابها بعد ثوران بركان "غريمسفوتن" في إيسلندا.
وذكر البيت الأبيض أن الثوران البركاني أجبر الرئيس الأميركي باراك أوباما على مغادرة إيرلندا مساء الاثنين متجها إلى بريطانيا التي لم يكن ينتظر أن يصل إليها قبل اليوم الثلاثاء.
"
قدر ارتفاع سحابة الرماد فوق البركان أمس الاثنين بما بين 8 إلى 10 كلم بعدما زاد في بداية الثوران على 20 كلم
"
ثوران شديد
ومع استمرار تصاعد الرماد من أنشط بركان في إيسلندا يوم الاثنين، أغلق المجال الجوي فوق الجزيرة الواقعة شمال المحيط الأطلسي، وقالت السلطات إن "الثوران ما زال شديدا للغاية".
وأعلنت المتحدثة باسم سلطات المطارات والمرافئ الإيسلندية هيورديس غودموندسدوتير لوكالة الصحافة الفرنسية أن بلادها قد تعيد فتح المطار الدولي ريكيافيك كيفلافيك خلال الساعات القادمة.
وقدر مكتب الأرصاد في إيسلندا ارتفاع سحابة الرماد فوق البركان أمس الاثنين بما بين 8 إلى 10 كلم، بعدما زاد في بداية الثوران على 20 كلم.
وتتابع سلطات الطيران في أوروبا وجيران إيسلندا من دول القطب الشمالي، الأحداث واتجاه الرياح.
وأغلقت مناطق من المجال الجوي لغرينلند المجاورة بسبب سحابة الرماد، مما أسفر عن إلغاء رحلات جوية إلى الدانمارك.
وعلقت النرويج رحلاتها مع أرخبيلها سفالدبارد (شبيتزبرغ) في القطب الشمالي.
الرماد غطى مناطق واسعة من إيسلندا (الفرنسية)
المجالات الأوروبية
وأشارت المنظمة الأوروبية لسلامة النقل الجوي -ومقرها بروكسل- في موقعها الإلكتروني إلى أن سحابة الرماد يتوقع أن تصل إلى شمال أسكتلندا اليوم الثلاثاء.
ولم تستبعد المنظمة أن تتأثر المجالات الجوية في أوروبا خلال الأيام المقبلة.
وقالت هلين كيرنس المتحدثة باسم مفوض شؤون النقل بالاتحاد الأوروبي في بروكسل إن "الاحتمال قائم حاليا بأن يؤثر الرماد المتصاعد من البركان على المجال الجوي الأوروبي، وذلك بداية من مناطق شمال غرب أوروبا مثل المملكة المتحدة وإيرلندا".
ويسقط الرماد على مناطق واسعة من إيسلندا، بينها العاصمة ريكيافيك.
وبحسب الملاحظات الأولية، فإن الرماد المنبعث من غريمسفوتن أكثر ثقلا من رماد البركان الذي ثار خلال العام الماضي، وبالتالي يترسب أرضا بسرعة أكبر.
وكانت إيسلندا قد شهدت العام الماضي ثورة لبركان تحت جبل إيافيالايوكل الجليدي، حيث أطلق سحابة سوداء تسببت في إرباك كبير لحركة النقل الجوي بأوروبا، حيث تم إلغاء مئات الرحلات الجوية خوفا على سلامة الطائرات بسبب سحابة الرماد البركاني.
يذكر أن بركان غريمسفوتن الذي ثار أيضا عامي 2004 و1996 هو الأكثر نشاطا على الجزيرة الواقعة في منطقة شمال المحيط الأطلسي، ويقع أسفل جبل فاتناجوكل، أكبر الجبال الجليدية في إيسلندا.