في واحدة من أقدم حضارات العالم، إن لم تكن أكثرها توغلا في القدم، كان المصريون القدماء يقدمون القرابين لـ"آمون"؛ سيد الرياح، كي يرسل لهم المطر أو يرسل رياحا مدمرة تساعد الجيش في القضاء علي أعدائهم..
و استمر الحلم لمدة طويلة.. استمر لآلاف الأعوام.. و نرى في إسكتلندا في نورث بيرويك سنة 1590 محاكمة مروعة لسبعين شخصا، اتهموا فيها باستدعاء "شيطان الطقس" بواسطة السحر الأسود، ليسلط إعصارا علي سفينة ملك اسكتلندا "جيمس السادس".. و يغرقها؛ في محاولة لاغتياله..
نترك هراء جيمس السادس لنقفز قفزة واسعة جدا.. إلي يوليو من العام 1946 .. حيث تكلم العالم فنسينت شيفر؛ عن مفهوم "تلقيح السحاب Cloud seeding"...
تطورت تجاربه المعملية، التي أنفق فيها كثيرا من الجهد و العرق، و لم يهتم بها كثيرين، حتى التفت إليها العسكريين؛ و قرروا تطبيق تجاربه؛ في استعمال "يوديد الفضة Silver iodide" للسيطرة علي أعاصير حوض الأطلنطي و تفكيكها..
فشل التفكيك، و استمر الإعصار حتى انتهت دورته...
المشروع كان تحت اسم "غضب الرياح Project storm Fury"...
استتبع المشروع الأول مشروع سايروس Project Cirrus..
في سايروس كان التعاون بين سلاح الجو و البحرية و سلاح الإشارة، مع الشركة العامة للطاقة بالولايات المتحدة.. لتحوير و إضعاف إعصار بدأ في 13 أكتوبر 1947 من الغرب للشرق و منه يفترض مواصلة طريقه للبحر...
و حلقت طائرة و ألقت 82 كيلوجرام من الثلج الجاف "dry ice" في قلب السحب المطيرة للإعصار..
و لكن الإعصار لم يتفكك..
غير اتجاهه فقط و عاد إلي اليابسة، و انتهي بأنه كاد يدمر بلدة سافانا بولاية جورجيا...
و تبع ذلك مشروع باتون Baton...
و عاد "غضب الرياح" للظهور سنة 1963، و اعتبرت بدايته الحقيقية، لمّا نجح في تغيير قطر إعصار...
صحيح إنها نتائج مخيبة للآمال بعد كل هذه الأعوام بالنسبة لنا كأشخاص عاديين، و لكن العلماء اعتبروها مبشرة مشجعة.. و بالرغم من ذلك تم إلغاء المشروع سنة 1983...
و لكن بين 1947 و 1983 حدث شيء هام للغاية...
عملية "باباي Operation Popeye" و هي عملية كانت مصنفة كسرية للغاية.. هدفت إلي مدّ الموسم الممطر في جنوب شرق آسيا خلال حرب فيتنام، لإغراق خطوط السكك الحديدية، و تمهيد الطرق و انهاك العدو و تيسير الطريق أمام القوات الأمريكية...
و الغريب إن العملية إلي حد ما نجحت..
نجحت نجاح جزئي، عن طريق تلقيح السحب بيوديد الفضة و يوديد الرصاص..
من هذه التجارب خرجت عملية تشتيت الضباب أو Fog Investigation and Dispersal Operation..
و بموجب هذه العملية يمكن تشتيت الضباب المتجمع فوق ممرات الهبوط كي تتمكن الطائرات من الهبوط بأمان...
لم تتجاهل باقي القوى مثل هذا السلاح، فأنشأت الصين مكتب تحوير الطقس في بكين، و هو أكبر منشأة في العالم تبحث في هذا المجال.. و قد استحدث تقنية تلقيح السحب بالصواريخ، و ليس عن طريق القاء مواد من الطائرات كما تفعل الولايات المتحدة..
و أنشأت انجلترا مركز "السحاب التراكمي"..
و حتى كندا دخلت السباق بمشروع ألبرتا هيل Alberta Hail Project...
و ظلت روسيا صامتة، لا يبدو إنها مهتمة بالموضوع علي الإطلاق، حتى اتهمتها الولايات المتحدة و كندا في 2011 بأنها تمتلك تقنيات عالية للغاية لتحوير الطقس و التلاعب به، و إنها تفعل ذلك منذ عهد الإتحاد السوفيتي السابق..
و لم ترد روسيا علي الإتهامات نفياً أو إيجابا، و تكررت الإتهامات في 2013 و تجاهلتها روسيا تماما، و تكررت في فبراير 2015 مع ضجة إعلامية، قادتها صحيفة الديلي ميل.. و تساءلت صراحة "هل يمكن لروسيا أن تتسبب في مجاعة أو سلسلة أعاصير مدمرة في الولايات عن طريق العبث بالمناخ؟"
وواصلت روسيا تجاهلها التام للموضوع...
لا ننسى أن نذكر وسط كل هذا؛ إتفاقية الأمم المتحدة لحظر إستخدام تقنيات التحوير في البيئة لأغراض عسكرية أو لأية أغراض عدائية أخرى (حاليا: إتفاقية تحوير البيئة)؛ و هي معاهدة دولية غرضها منع إستخدام تقنيات تعديل البيئة لأغراض عسكرية أو عدائية...
تم إقرار هذه المعاهدة في 10 ديسمبر 1976 من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة، وتم فتح باب التوقيعات في 18 مايو 1977 في جنيف، ودخلت حيز التنفيذ في 5 أكتوبر 1978....
حتى تاريخ 24 سبتمبر 2013، وقعت 48 دولة على المعاهدة من مجمل 76 دولة منضمة إليها...
و كأي معاهدة دولية، خاصة لو تعلقت بالأبحاث العسكرية و الحروب؛ ألقتها الولايات المتحدة خلف ظهرها؛ و استتبع ذلك بالتالي خرق من باقي القوى لتحصين نفسها..
و في 2 سبتمبر 2015، خرج أوباما بتصريح غريب للغاية...
قال رئيس الولايات المتحدة الأمريكية إنه يتنبأ بسلسلة من المجاعات و الفيضانات و "الأعاصير النارية Fire tornadoes"، إذا استمرت بعض القوى في العبث بالمناخ...
و تستمر "هندسة المناخ Climate engineering" و يبدو إنها ستتربع علي عرش الجيل القادم من الحروب...
جيل حروب المناخ...
و استمر الحلم لمدة طويلة.. استمر لآلاف الأعوام.. و نرى في إسكتلندا في نورث بيرويك سنة 1590 محاكمة مروعة لسبعين شخصا، اتهموا فيها باستدعاء "شيطان الطقس" بواسطة السحر الأسود، ليسلط إعصارا علي سفينة ملك اسكتلندا "جيمس السادس".. و يغرقها؛ في محاولة لاغتياله..
نترك هراء جيمس السادس لنقفز قفزة واسعة جدا.. إلي يوليو من العام 1946 .. حيث تكلم العالم فنسينت شيفر؛ عن مفهوم "تلقيح السحاب Cloud seeding"...
تطورت تجاربه المعملية، التي أنفق فيها كثيرا من الجهد و العرق، و لم يهتم بها كثيرين، حتى التفت إليها العسكريين؛ و قرروا تطبيق تجاربه؛ في استعمال "يوديد الفضة Silver iodide" للسيطرة علي أعاصير حوض الأطلنطي و تفكيكها..
فشل التفكيك، و استمر الإعصار حتى انتهت دورته...
المشروع كان تحت اسم "غضب الرياح Project storm Fury"...
استتبع المشروع الأول مشروع سايروس Project Cirrus..
في سايروس كان التعاون بين سلاح الجو و البحرية و سلاح الإشارة، مع الشركة العامة للطاقة بالولايات المتحدة.. لتحوير و إضعاف إعصار بدأ في 13 أكتوبر 1947 من الغرب للشرق و منه يفترض مواصلة طريقه للبحر...
و حلقت طائرة و ألقت 82 كيلوجرام من الثلج الجاف "dry ice" في قلب السحب المطيرة للإعصار..
و لكن الإعصار لم يتفكك..
غير اتجاهه فقط و عاد إلي اليابسة، و انتهي بأنه كاد يدمر بلدة سافانا بولاية جورجيا...
و تبع ذلك مشروع باتون Baton...
و عاد "غضب الرياح" للظهور سنة 1963، و اعتبرت بدايته الحقيقية، لمّا نجح في تغيير قطر إعصار...
صحيح إنها نتائج مخيبة للآمال بعد كل هذه الأعوام بالنسبة لنا كأشخاص عاديين، و لكن العلماء اعتبروها مبشرة مشجعة.. و بالرغم من ذلك تم إلغاء المشروع سنة 1983...
و لكن بين 1947 و 1983 حدث شيء هام للغاية...
عملية "باباي Operation Popeye" و هي عملية كانت مصنفة كسرية للغاية.. هدفت إلي مدّ الموسم الممطر في جنوب شرق آسيا خلال حرب فيتنام، لإغراق خطوط السكك الحديدية، و تمهيد الطرق و انهاك العدو و تيسير الطريق أمام القوات الأمريكية...
و الغريب إن العملية إلي حد ما نجحت..
نجحت نجاح جزئي، عن طريق تلقيح السحب بيوديد الفضة و يوديد الرصاص..
من هذه التجارب خرجت عملية تشتيت الضباب أو Fog Investigation and Dispersal Operation..
و بموجب هذه العملية يمكن تشتيت الضباب المتجمع فوق ممرات الهبوط كي تتمكن الطائرات من الهبوط بأمان...
لم تتجاهل باقي القوى مثل هذا السلاح، فأنشأت الصين مكتب تحوير الطقس في بكين، و هو أكبر منشأة في العالم تبحث في هذا المجال.. و قد استحدث تقنية تلقيح السحب بالصواريخ، و ليس عن طريق القاء مواد من الطائرات كما تفعل الولايات المتحدة..
و أنشأت انجلترا مركز "السحاب التراكمي"..
و حتى كندا دخلت السباق بمشروع ألبرتا هيل Alberta Hail Project...
و ظلت روسيا صامتة، لا يبدو إنها مهتمة بالموضوع علي الإطلاق، حتى اتهمتها الولايات المتحدة و كندا في 2011 بأنها تمتلك تقنيات عالية للغاية لتحوير الطقس و التلاعب به، و إنها تفعل ذلك منذ عهد الإتحاد السوفيتي السابق..
و لم ترد روسيا علي الإتهامات نفياً أو إيجابا، و تكررت الإتهامات في 2013 و تجاهلتها روسيا تماما، و تكررت في فبراير 2015 مع ضجة إعلامية، قادتها صحيفة الديلي ميل.. و تساءلت صراحة "هل يمكن لروسيا أن تتسبب في مجاعة أو سلسلة أعاصير مدمرة في الولايات عن طريق العبث بالمناخ؟"
وواصلت روسيا تجاهلها التام للموضوع...
لا ننسى أن نذكر وسط كل هذا؛ إتفاقية الأمم المتحدة لحظر إستخدام تقنيات التحوير في البيئة لأغراض عسكرية أو لأية أغراض عدائية أخرى (حاليا: إتفاقية تحوير البيئة)؛ و هي معاهدة دولية غرضها منع إستخدام تقنيات تعديل البيئة لأغراض عسكرية أو عدائية...
تم إقرار هذه المعاهدة في 10 ديسمبر 1976 من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة، وتم فتح باب التوقيعات في 18 مايو 1977 في جنيف، ودخلت حيز التنفيذ في 5 أكتوبر 1978....
حتى تاريخ 24 سبتمبر 2013، وقعت 48 دولة على المعاهدة من مجمل 76 دولة منضمة إليها...
و كأي معاهدة دولية، خاصة لو تعلقت بالأبحاث العسكرية و الحروب؛ ألقتها الولايات المتحدة خلف ظهرها؛ و استتبع ذلك بالتالي خرق من باقي القوى لتحصين نفسها..
و في 2 سبتمبر 2015، خرج أوباما بتصريح غريب للغاية...
قال رئيس الولايات المتحدة الأمريكية إنه يتنبأ بسلسلة من المجاعات و الفيضانات و "الأعاصير النارية Fire tornadoes"، إذا استمرت بعض القوى في العبث بالمناخ...
و تستمر "هندسة المناخ Climate engineering" و يبدو إنها ستتربع علي عرش الجيل القادم من الحروب...
جيل حروب المناخ...