أكد باحثون فرنسيون نجاحهم في تحضير حيوانات منوية بشرية في المختبر عن طريق خلايا "غير ناضجة" من الخصيتين، في إعلان لاقى استقبالا حذرا رغم ترحيب أخصائيين به، اليوم، الجمعة بوصفه خطوة واعدة.
وأعلنت شركة كاليستيم المتخصصة في التكنولوجيا الحيوية، في مدينة ليون وسط شرق فرنسا، خلال الأسبوع الحالي عن نجاحها في تحضير "حيوانات منوية كاملة في المختبر" نهاية العام الماضي.
وأوضحت الشركة في بيان أن هذه "الحيوانات المنوية البشرية الكاملة في تكوينها" حضرت بالاستعانة بـ"خزعة من الخصيتين من مرضى، لا تحوي سوى خلايا جنسية غير ناضجة"، واصفة هذه النتيجة بأنها "سابقة عالمية".
وهذه البحوث التي لم يتم نشر نتائجها حاليا في أي منشورة علمية ولم تنشر بياناتها الدقيقة بشكل علني، "تفتح الطريق أمام علاجات مبتكرة للحفاظ على الخصوبة الذكورية وإعادتها، وهو تحد اجتماعي حقيقي على المستوى العالمي، حيث تم تسجيل تراجع بنسبة 50% في عدد الحيوانات المنوية منذ 50 عاما".
ولا تعتزم كاليستيم نشر هذه الأعمال في مجلة علمية قبل 23 يونيو لأسباب تتعلق ببراءات الاختراع، بحسب الموقع الإلكتروني لمجلة "سيانس إيه افونير" العلمية الفرنسية التي أوردت هذه المعلومات.
وسبق أن جرى تحضير حيوانات منوية في المختبر لكن على فئران.
وأشاد علماء، يوم الجمعة، بإعلان مختبرات كاليستيم، معتبرين أنه خطوة واعدة، لكنهم أبدوا حذرا حيال المدى المتوقع لذلك.
وقالت ناتالي ريف، مسؤولة مركز المساعدة الطبية على التناسل في مركز روان الاستشفائي شمال غرب فرنسا ردا على سؤال لصحيفة "لوفيغارو": "إذا ما نجح ذلك، فإن هذه الطريقة تفتح الباب أمام إمكانات كبيرة".
إلا أن هذه الخبيرة قالت إنها "أكثر تحفظا بكثير حيال مدى التوظيفات الممكنة" لهذه الخطوة، معتبرة أنه "من غير المستبعد" أن يكون لدى أشخاص بالغين يعانون من فقدان كامل للحيوانات المنوية "عيوب جينية تمنع أيضا عملية إنتاج الحيوانات المنوية في المختبر".
وأوضحت مختبرات كاليستيم أن "البحوث الممهدة لمرحلة الدراسات السريرية من المتوقع أن تستمر حتى 2016 أما الدراسات السريرية فستبدأ في 2017"، مشيرة إلى أن هدفها يقضي بالبدء بتسويق هذه التكنولوجيا في غضون السنوات الخمس المقبلة.