تبدأ أحداث فيلم No Good Deed الحقيقية بعد دقائق عدة من بداية الفيلم الرسمية، حيث نتابع حكاية كولين إيفز "إدريس ألبا" الذي حكم عليه، بعد الاعتداء والتحرش القاسي بصديقته السابقة، ويمضي فترة طويلة في السجن، ولكن حينما يجد الفرصة يضرب بقوة، ويهرب، بعد سقوط عدد من الشرطة الأبرياء، الذين كانوا ينقلونه من مكان لآخر. كل تلك الأحداث تبدو تمهيداً لأحداث هي في نهاية الأمر، البداية الحقيقية للفيلم.
بعد هروبه، تصطدم السيارة التي يستقلها بشجرة، فيصاب، ولكنه يتمكن من الوصول إلى أحد البيوت القريبة من الشارع. وحينما يقرع الباب، تطل عليه تيري "تراجي بي. هنسون"، الزوجة المخلصة والأم لطفلين، وعندما يخبرها برغبته في استخدام الهاتف، تطلب منه التريث لإحضاره، وتغلق الباب، لكنها تكتشف لاحقاً أنه دخل إلى المنزل، وهو يداعب طفلتها.
عندها تبدأ مغامرة تلك المرأة وهي تواجه مجرماً شرساً، يبدو للوهلة الأولى وسيماً، رقيقاً. ولكن ما إن يتفجر الشر بداخله، حتى يتحول إلى إنسان "مسعور" يدمر كل شيء.
هكذا هو البناء الدرامي لفيلم المغامرات "عمل ليس بصالح"، أو عمل ليس صالحاً، من توقيع المخرج البريطاني سام ميلر، الذي قدم للسينما العديد من الأعمال منها «الجرس - 1984»، «نيل باي ماوث - 1997». وهو هنا يعتمد على سيناريو كتبته إيمي لاجوس التي كتبت أفلام «السمكة الكبيرة - 2003»، و«960 دقيقة -
أما النصف الثاني، أو البداية الثانية، وهي البداية الحقيقية للفيلم، فتبدأ مع حادث التصادم، ودخول «كولن» إلى بيت «تيري» لتبدأ المواجهة. امرأة تريد حماية نفسها وأطفالها ومنزلها، ورجل مسعور، يريد كل شيء، الرغبة والخلاص.
رجل لا يعرف إلا العنف، وإن أبدى حسن المظهر، ووسامة الجسد والملامح، لكنه يخفي ذئباً شرساً، لا يفكر بشيء سوى برغباته المدمرة الوحشية التي تجعل منه دائماً عملاً غير صالح، يهدد نفسه ومجتمعه.
وسامة قاتلة
رجل وسيم، ولكنه خطر وقاتل. ولعل وسامته هذه شكلت أحد الأسباب التي دعت تلك المرأة لأن تغامر وتدعوه للانتظار أمام بابها.
ونحن هنا أمام فيلم لا يذهب إلى المغامرة، بقدر تحليل الجوانب النفسية العميقة، بجميع الشخصيات حتى تلك البريئة منها. إذ يقدم لنا امرأة تجد نفسها في ورطة، تهددها وأطفالها، ومنزلها، بعد أن أحكم ذلك الرجل سيطرته على المنزل، وراح يصدر أوامره ويتصرف ويتحكم في كل شيء، تحت تهديد السلاح.
فللصراع من أجل البقاء هنا مضامين ودلالات تختلف شكلاً ومضموناً عن جملة ما شاهدناه من قبل، بالذات، حينما يجتمع فريق مذهل من النجوم، تتقدمهم النجمة السمراء، تراجي بي هنسون، الفائزة بأوسكار أفضل ممثلة مساعدة عن دورها في فيلم "الحالة النادرة" بنجامين بوتون، أمام النجم براد بيت، وأيضا طفل الكاراتيه وغيرها. أمامها بدور الرجل الشرير، الممثل البريطاني المتميز إدريس ألبا، وهو أحد أبرز النجوم السمر في المسرح والتلفزيون والسينما البريطانية، تعود أصوله إلى سيراليون "من ناحية الأب وإلى غانا من ناحية الأم. من أبرز أعماله السينمائية سلسلة أفلام، "ثور" و"باسفيك ريم".
صاغ الموسيقى التصويرية للفيلم بول هاسلنجر، الذي صاغ موسيقى عدد من أفلام المغامرات، ومنها "تحت العالم" 2003، و"كرانك" 2006.
أهمية هذا الفيلم أنه يدق نواقيس الخطر، أمام أقل التصرفات الخطأ، والتي قد نمارسها بحسن النية، ولكنها "قد" تقودنا إلى هاوية سحيقة لا تحمد عقباها.
فيلم «No Good ded » لا ينتهي إلا بتحريك داخل المشاهد.