السلاام عليكم ورحمة الله وبراكاته
على مقربة مني اراهم .. اشاهد العشرات يوميا , لكنني اليوم اكثر اهتماما عندما اشارت لي تلك الطفلة بيدها تدعوني للدخول ,اثارتني نظراتها الغريزيه كلبوة تبحث عن ذكرها .. تفترسه بنظراتها ويفترس جسدها بعضلاته .. ربما لم تبلغ الخامسة عشره حسب تقديراتي المتواضعه ..
كنت اعلم ان ذلك المنزل الذي اواها يدخله الالاف كل شهر حتى انني احصيت يوما اثنين واربعين زائرا!
كانوا بشرا من نوع اخر , بشر تمشي اجسادهم على اثنين وتتحرك عقولهم على اربع ..
اكثرهم ممن يعملون نهارهم باسره ليجمعوا دنانيرا ينفقونها هناك , تاركين عوائلهم نائمين جياعا !
دخلت ولم ادر كيف دخلت , غرف كثيرة بالداخل , فتحت بابا فوجدت خلفه امراتين بدينتين عاريتي الجسد تذرفان دموعا وحولهما اوراق نقدية من فئة العشرة الاف دينار !
- لم تبكيان ؟
- نريد حريه ...
- وهل من حرية اكثر مما انتن فيه ؟!
اغلقت الباب مذهولا واسرعت بالخروج فاصطدمت برجل امسك كتفي بقوه حتى كاد يخلعه , سحبني الى غرفة اخرى مليئة كتبا واوراقا نقديه وعلى الحائط شهادات جامعية معلقه .. الثلاثة تحمل نفس الاسم ! انها له ..
كدت ابكي حينما رايته بلا قدمين .. اشار الى اوراق العملة النقديه كانه هم ان يعطيني اياها .. لكن بالمقابل ..ّ!
- ما الذي يمكنني ان اعطيك اياه ؟ ارجوك اخبرني ما تريد ؟
لكنه مزقني اكثر حين رايت عيناه اغرورقتا دموعا وعلمت انه يريد قدمي او ان اعطيه اي قدمين يتحرك بهما فتركته هاربا محاولا الرحيل ..
- ارجوكم لاخرج من هنا ..
الباب الخارجي يقترب مني ! نعم الباب يقترب وانا اركض في مكاني .. اعرق واعرق واشعر بالحر والتعب وانا لا اتقدم شيئا .. حمدا لله فساخرج بعد قليل !
لكن قدمي لاتتوقفان عن الحراك , مازالتا تركضان على عجل .. انا لا اتحكم بهما !
ما الذي اسمعه ؟ اصوات غربان تنعى امواتا في المنزل .. يكاد ينفجر دماغي .
امراة مرت بجانبي تمد يدها تطلب الصدقه . لم اجد في جيبي ما اعطيها اياه , تقدمت الى الامام بعد ان توسلت بي ..
- ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء .. انا ارجوك يابني ..
- انا من ارجوكم اتركوني .. ارجوك اتركيني .
خرجت من الباب الذي لم تستطع قدماي ان توصلاني اليه , خرجت للشارع وهاهي تعود لتدخل من باب اخر .. لتعاود سؤالي مرة اخرى ..
الرجل امامي يبكي ويتوسل والطفلة تشير الي وتدعوني لغرفتها ..
سرب غربان يطارد عصفورا صغيرا مر من امامي .. وقع العصفور ارضا .. نزلت الغربان .. صاح العصفور .. نعقت الغربان .. بكى العصفور .. ضحك الشيطان ! لا لا العصفور اغتصب .. من كل الغربان .. من كل الغربان ثم مات ..
انه العالم المجنون الذي نعيش فيه , حياتنا التي يختفي معناها حين نشعر بنقصنا وعجزنا احيانا عن سده . عالمنا الذي وجدنا فيه ولابد ان نعيش هناك حيث يختفي الكمال وتحكمه غالبا شريعة الغاب !.
على مقربة مني اراهم .. اشاهد العشرات يوميا , لكنني اليوم اكثر اهتماما عندما اشارت لي تلك الطفلة بيدها تدعوني للدخول ,اثارتني نظراتها الغريزيه كلبوة تبحث عن ذكرها .. تفترسه بنظراتها ويفترس جسدها بعضلاته .. ربما لم تبلغ الخامسة عشره حسب تقديراتي المتواضعه ..
كنت اعلم ان ذلك المنزل الذي اواها يدخله الالاف كل شهر حتى انني احصيت يوما اثنين واربعين زائرا!
كانوا بشرا من نوع اخر , بشر تمشي اجسادهم على اثنين وتتحرك عقولهم على اربع ..
اكثرهم ممن يعملون نهارهم باسره ليجمعوا دنانيرا ينفقونها هناك , تاركين عوائلهم نائمين جياعا !
دخلت ولم ادر كيف دخلت , غرف كثيرة بالداخل , فتحت بابا فوجدت خلفه امراتين بدينتين عاريتي الجسد تذرفان دموعا وحولهما اوراق نقدية من فئة العشرة الاف دينار !
- لم تبكيان ؟
- نريد حريه ...
- وهل من حرية اكثر مما انتن فيه ؟!
اغلقت الباب مذهولا واسرعت بالخروج فاصطدمت برجل امسك كتفي بقوه حتى كاد يخلعه , سحبني الى غرفة اخرى مليئة كتبا واوراقا نقديه وعلى الحائط شهادات جامعية معلقه .. الثلاثة تحمل نفس الاسم ! انها له ..
كدت ابكي حينما رايته بلا قدمين .. اشار الى اوراق العملة النقديه كانه هم ان يعطيني اياها .. لكن بالمقابل ..ّ!
- ما الذي يمكنني ان اعطيك اياه ؟ ارجوك اخبرني ما تريد ؟
لكنه مزقني اكثر حين رايت عيناه اغرورقتا دموعا وعلمت انه يريد قدمي او ان اعطيه اي قدمين يتحرك بهما فتركته هاربا محاولا الرحيل ..
- ارجوكم لاخرج من هنا ..
الباب الخارجي يقترب مني ! نعم الباب يقترب وانا اركض في مكاني .. اعرق واعرق واشعر بالحر والتعب وانا لا اتقدم شيئا .. حمدا لله فساخرج بعد قليل !
لكن قدمي لاتتوقفان عن الحراك , مازالتا تركضان على عجل .. انا لا اتحكم بهما !
ما الذي اسمعه ؟ اصوات غربان تنعى امواتا في المنزل .. يكاد ينفجر دماغي .
امراة مرت بجانبي تمد يدها تطلب الصدقه . لم اجد في جيبي ما اعطيها اياه , تقدمت الى الامام بعد ان توسلت بي ..
- ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء .. انا ارجوك يابني ..
- انا من ارجوكم اتركوني .. ارجوك اتركيني .
خرجت من الباب الذي لم تستطع قدماي ان توصلاني اليه , خرجت للشارع وهاهي تعود لتدخل من باب اخر .. لتعاود سؤالي مرة اخرى ..
الرجل امامي يبكي ويتوسل والطفلة تشير الي وتدعوني لغرفتها ..
سرب غربان يطارد عصفورا صغيرا مر من امامي .. وقع العصفور ارضا .. نزلت الغربان .. صاح العصفور .. نعقت الغربان .. بكى العصفور .. ضحك الشيطان ! لا لا العصفور اغتصب .. من كل الغربان .. من كل الغربان ثم مات ..
انه العالم المجنون الذي نعيش فيه , حياتنا التي يختفي معناها حين نشعر بنقصنا وعجزنا احيانا عن سده . عالمنا الذي وجدنا فيه ولابد ان نعيش هناك حيث يختفي الكمال وتحكمه غالبا شريعة الغاب !.