بسم الله الرحمن الرحيم
{فَنَادَتْهُ الْمَلآئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَـى مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَسَيِّداً وَحَصُوراً وَنَبِيّاً مِّنَ الصَّالِحِينَ }آل عمران39

{وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ } الأنعام85

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نهاية طاغية - الجزاء من جنس العمل

الثبات على المبدأ من صفات أهل الإيمان ، والمؤمن لا يطأطئ رأسه لبشر
مهما كان سلطانه ومكانه ، قال رسول الله :
" أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر " [1]

والأنبياء صلوات الله عليهم أعطونا المثل الأعلى فى هذا النوع من الجهاد وكذلك الصالحون " رضى الله عنهم " ، ومن الأنبياء الذين جهروا بكلمة الحق وتصدوا للفسادنبى الله يحيى بن زكريا عليهما السلام ذلك النبى الذى دفع حياته ثمناً للثبات على الحق وعدم خشية الناس .

وهذه القصة تحكى أن " هداد بن هدار " ملك مدينة دمشق كان قد زوج ابنه بملكة صيدا ابنة أخيه " اريل " وكان من جملة أملاكها سوق الصاغة العتيقة بدمشق وكان قد حلف بطلاقها ثلاثاً ثم أراد زوجها مراجعتها فاستفتى سيدنا يحيى بن زكريا فقال له : لاتحل لك حتى تنكح زوجاً غيرك ، فحقدت عليه ملكة صيدا وطلبت من الملك أن يتأيها برأس يحيى بن زكريا ، وذلك بإستشارة أمها فأبى عليها فى أول الأمر ثم أجابها إلى ذلك وبعث إلى يحيى بن زكريا وهو قائم يصلى فى مسجد " جيرون " بمن يأتيه برأسه فى صينية ، ففعل ، وظلت الرأس تقول : لاتحل له ... لانحل له ... حتى تنكح زوجاً غيره ...!!

فأخذت ملكة صيدا الطبق وحملته على رأسها وأتت أمها وهو يقول كذلك ، فلما تمثلت بين يديّ أمها خـُسف بها إلى قدميها وأمها تولول والجوارى يصرخن ويلطمن وجوههن ، ثم خـُسف بها إلى منكبيها وأمام العذاب أمرت أمها أن يضرب السياف عنقها لتبقى لها رأسها قبل أن تـُخسف كليا تحت الأرض ، ففعل السياف ما أمرت ... فلفظت الأرض جثتها " سبحان الله " ليقعوا جميعهم فى الذل والهوان والفناء ،

فكان جزاؤها من جنس عملها ولتنتهى قصة طاغية ، وقد خاب من افترى .

%%%%%%%%%%%%%

[1] تحقيق الحديث :
- أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر
الراوي: أبو سعيد الخدري و أبو أمامة و طارق بن شهاب - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم : 1100
- خلاصة حكم المحدث : صحيح

%%%%%%%%%%%%%

نسأل الله لنا ولكم العفو والعافية
وأن يُحسن ختام أيامنا وأعمالنا
وأن يقبضنا إليه بالوجه الذى يرضيه عنا