بسم الله الرحمن الرحيم
{ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَااسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ *
رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وأقام الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ }(1) .
*******************************
في هذه الآية الكريمة إشعار بهمم الرجال السامية ونياتهم وعزائمهم العالية
التي صاروا بها عماراً للمساجد ،
المساجد التي هي أحب البقاع إلى الله تعالى من الأرض وهي بيوته التي يعبد فيها ويوحد ..
ومن أراد أن يسلك طريق أولئك الرجال فعليه بلزوم المسجد والجلوس فيه
لذكر الله وقراءة القرآن في الغدوّ(من صلاة الصبح حتى طلوع الشمس )
والآصال ( من صلاة العصر حتى غروب الشمس ) ..
وفي ذلك اجر عظيم
& ولنا في هدي حبيبنا ورسولنا -صلى الله عليه وسلم -أسوة حسنة ؛
*********************************
حدثنا جابر بن سمرة فقال :
(( كان رسول الله -- إذا صلى الفجر تربع في مجلسه
حتى تطلع الشمس حسناً ))(2)
وفي ذلك رغب صحابته الكرام فقال :
(( من صلى الصبح في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم
صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة ))(3 .
وعن أنس بن مالك قال : قال رسول الله -- :
(( لأن أقعد مع قوم يذكرون الله من صلاة الغداة حتى تطلع الشمس أحب إلي من
أربعة من ولد إسماعيل ، ولأن أقعد مع قوم يذكرون الله من صلاة العصر
إلى أن تغرب الشمس أحب إلي من أن أعتق أربعة ))(4)
وعن أبي أمامة أن رسول الله --- قال :
(( لأن أقعد أذكر الله تعالى وأكبره وأحمده وأسبحه وأهلله حتى تطلع الشمس
أحب إلي من أن أعتق رقبتين ( أو أكثر ) من ولد إسماعيل
ومن بعد العصر حتى تغرب الشمس أحب إلى من أن أعتق أربع ( رقاب ) من ولد إسماعيل ))(5)
وعنه قال : قال رسول الله --- :
(( من صلى صلاة الغداة في جماعة ثم جلس يذكر الله حتى تطلع الشمس
ثم قام فصلى ركعتين انقلب بأجر حجة وعمرة ))(6) .
وعن سهل بن معاذ عن أبيه أن رسول الله --- قال :
(( من قعد في مصلاه حين ينصرف من صلاة الصبح حتى يسبح ركعتي الضحى
لا يقول إلاّ خيراً غفر له خطاياه وإن كانت أكثر من زبد البحر ))
رواه أحمد وأبو داود وأبو يعلى وأظنه قال :
(( من صلى صلاة الفجر ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس وجبت له الجنة ))(7) .
وعن ابن عمر ما قال : كان رسول الله -:
إذا صلى الفجر لم يقم من مجلسه حتى تمكنه الصلاة وقال :
(( من صلى الصبح ثم جلس في مجلسه حتى تمكنه الصلاة
كان بمنزلة عمرة وحجة متقبلتين ))(8) .
وعن عبدالله بن غابر أن أبا أمامة وعتبة بن عبدالله حدثاه عن رسول الله --- قال :
(( من صلى صلاة الصبح في جماعة ثم ثبت حتى يسبح لله سبحة الضحى
كان له كأجر حاج ومعتمر تاماً له حجة وعمرته ))(9) .
وعن أبي هريرة قال : بعث رسول الله --- بعثاً
فأعظموا الغنيمة وأسرعوا الكرة : فقال رجل :
يا رسول الله ما رأينا بعثاً قط أسرع كرة ولا أعظم غنيمة من هذا البعث فقال :
(( ألا أخبركم بأسرع كرّة منهم وأعظم غنيمة ؟
رجل توضأ فأحسن الوضوء ، ثم عمد إلى المسجد ،
فصلى فيه الغداة ثم عقب بصلاة الضحوة ، فقد أسرع الكرة وأعظم الغنيمة))(10) .
*******************************
نعم ، إنها أعظم غنيمة اغتنمها الصحابة الكرام
فاستحقوا رضوان الله عليهم وفازوا بمحبة نبيهم
ولحقهم التابعين والسلف الصالح :
" فبهداهم اقتده "