ندد البيت الأبيض الجمعة بالقمع "المشين" للحركة الاحتجاجية بسوريا، مطالبا بـ"وقف فوري للوحشية والعنف" في هذا البلد، في حين أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن "قلقه الشديد"
إزاء أعمال العنف "غير المقبولة" هناك.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، جاي كارني في بيان إن "الولايات المتحدة تدين بشدة الاستخدام المشين للعنف من جانب الحكومة السورية في سائر أنحاء سوريا اليوم (أمس الجمعة)"
وشهد أمس مقتل نحو ثلاثين متظاهرا سوريا على يد قوات الأمن، كما استخدمت فيه مروحيات لأول مرة في قمع المتظاهرين.
وحذر البيان الرئيس السوري بشار الأسد من أنه يسير ببلاده على "طريق خطر".
وبحسب بيان البيت الأبيض فإن "قوات الأمن السورية تواصل إطلاق النار على المتظاهرين ومهاجمتهم واعتقالهم".
وأبدى البيان تأييده لمشروع قرار أوروبي تتواصل مناقشته في مجلس الأمن الدولي يدين القمع بسوري ويدعو إلى وقفه فورا.
وكان جيفري فيلتمان، مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط، قد دعا دمشق إلى الاستجابة لتطلعات شعبها, وقال في مقابلة مع الجزيرة إن واشنطن لا تتعامل حاليا مع الرئيس بشار الأسد, متسائلا كيف يمكن لبلاده أن تتعامل مع مَن يستخدم مروحيات حربية ضد شعبه.
حماية الشعب
في هذه الأثناء أدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون العنف الذي تستخدمه قوات الأمن في سوريا ضد المتظاهرين ووصفه بأنه غير مقبول. وشدد على أن "من واجب" السلطات السورية حماية شعبها.
وفي غضون ذلك كشفت الأمم المتحدة عن أن الرئيس السوري بشار الأسد رفض الرد على اتصالات هاتفية من أمينها العام بان كي مون.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة مارتن نيسيركي للصحفيين إن بان حاول يوم الخميس الاتصال هاتفيا بالأسد، غير أن الرد كان بأن الرئيس السوري "غير متاح".
وأضاف نيسيركي أن بان كان يحاول طوال الأسبوع التحدث مع الأسد لكنه لم يتمكن من الوصول إليه.
ومنذ اندلاع الحركة الاحتجاجية في سوريا منتصف مارس/آذار -التي أسفرت عن أكثر من 1100 قتيل بحسب منظمات حقوقية- أجرى بان ثلاث محادثات هاتفية "عاصفة" مع الأسد، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.
ووفقا للوكالة فإن الرئيس السوري خاطب الأمين العام في الشهر الماضي قائلا "لماذا تستمر في الاتصال بي؟".
مداولات
في هذه الأثناء أجرى دبلوماسيون في مجلس الأمن الدولي الجمعة مداولات حول مشروع قرار يدين سوريا، ولكن من دون أن يتمكنوا من التوصل حتى الآن إلى اتفاق يتيح لهم طرح المشروع على التصويت.
ومن المقرر أن تستمر هذه المداولات يومي السبت والأحد، في وقت أبدت فيه بريطانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال استياءها من الرفض القاطع الذي يبديه أعضاء آخرون في المجلس، ومن ضمنهم روسيا، لمشروع القرار. كما ذكر دبلوماسيون بالأمم المتحدة أن الهند والبرازيل وجنوب أفريقيا عبرت عن عدم رضاها عن مشروع القرار.
وطالب وزير الخارجية السوري وليد المعلم في رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة مجلس الأمن بالكف عن "التدخل في الشؤون الداخلية لسوريا وهي عضو مؤسس للأمم المتحدة"، معتبرا أن أي قرار يتبناه المجلس سيفاقم الوضع ويعطي رسالة خاطئة للمتطرفين والإرهابيين.